اسماعيل حسانين العمدة : قصة نملة في فصل الشتاء
كانت نونو نملة صغيرة ونشيطة، تحب
عملها في نقل حبات الخيز والسكر من الحقول إلى مخبأ عائلتها. كانت تعيش مع أمها
وأبيها وإخوتها في مستعمرة كبيرة من النمل، تحت شجرة ضخمة. كان النمل يعملون بجد
وتنظيم، يساعدون بعضهم البعض ويحافظون على نظافة مسكنهم. كانوا يعرفون أن فصل
الشتاء قادم، وأنه يجب أن يخزنوا قدرا كافيا من الطعام ليعيشوا فيه.
في أحد الأيام، بينما كانت نونو تحمل
حبة خيز كبيرة على ظهرها، شاهدت صرصورا قذرا يتسلل إلى مخبأ عائلتها. كان اسمه
صوصو، وكان معروفا بأنه سارق وكسول. لم يكن يحب العمل، بل كان يفضل أن يسرق طعام
الآخرين. قررت نونو أن تتبعه بهدوء، لترى ماذا يفعل.
وصل صوصو إلى المخبأ، وفتح فمه من
الدهشة. كان هناك الكثير من الخيز والسكر والحبوب والفواكه المجففة. قال في نفسه:
“هذا هو جنة الطعام! سأأخذ قدر ما أستطيع، وأذهب إلى مكان آمن. لن يلاحظ النمل
شيئا”. بدأ صوصو في حشر طعامه في فمه وجيوبه، دون أن يشعر بأن نونو تراقبه.
غضبت نونو كثيرا، وقالت: “يا للسفاح!
هذا طعام عائلتي! تركته هنا لفصل الشتاء! أبعد عنه!” صدم صوصو من صوت نونو، وقال:
“أي نملة جريئة أنت! هذا الطعام ليس ملكك! هذا ملك الطبيعة! أي شخص يستطيع أخذه!”
ثم حاول أن يضرب نونو بقرونه.
ولكن نونو كانت سريعة وذكية، فتفادت
ضربة صوصو، وقضمت ساقه بأسنانها. صرخ صوصو من الألم، وأسقط جزءا من الطعام الذي
سرقه. قالت نونو: “لا تكذب! هذا الطعام جاء من عرق عائلتي! لقد عملنا بجد لجمعه!
أما أنت فلا تفعل شيئا سوى السرقة والكسل! اذهب بعيدا، ولا تعد أبدا!” ثم صاحت
بصوت عال: “يا إخوتي! يا إخوتي! هنا سارق! هنا سارق!”
سمع النمل صوت نونو، وجاءوا بسرعة
لمساعدتها. رأوا صوصو الصرصور وهو يحمل طعامهم، فغضبوا كثيرا. قالوا: “يا للوقاحة!
هذا طعامنا! أرجعه إلينا!” ثم هجموا على صوصو بشجاعة، وبدأوا في قضمه ودفعه.
خاف صوصو من غضب النمل، وقال: “توقفوا!
توقفوا! أنا آسف! لن أفعلها مرة أخرى!” ثم رمى الطعام الذي كان يحمله، وهرب بسرعة.
قال النمل: “إياك أن تظهر وجهك هنا مرة أخرى! وإلا سنعاقبك!” ثم عادوا إلى مخبأهم،
وأعادوا الطعام إلى مكانه.
شكر النمل نونو على شجاعتها وذكائها،
وقالوا: “أنت بطلة، يا نونو! لقد أنقذت طعامنا من السارق القذر! نحن مدينون لك
بالكثير!” قالت نونو: “لا شكر على واجب، يا إخوتي! أنا فخورة بأن أكون جزءا من
عائلتكم! نحن نمل، ونحن نحب بعضنا البعض!” ثم احتضن الجميع بحب وسعادة.
ولكن لم تكن المشكلة قد انتهت بعد. ففي
اليوم التالي، حين جاء الشتاء، بدأ المطر يهطل بغزارة. كان الجو باردا ورطبا، ولم
يستطع النمل الخروج من مخبأهم. كان عليهم البقاء دافئين وجافين، والأكل من طعامهم
المخزن. قال الأب: “لا تقلقوا، يا أولادي. لدينا ما يكفي من الطعام لفصل الشتاء.
لقد عملنا بجد في فصل الصيف، وجمعنا كثيرا من الخيز والسكر. سيحفظنا الله من
المجاعة.”
ولكن في ذلك اليوم، حدث شيء مروع.
فصوصو الصرصور، الذي هرب من غضب النمل، كان قد عاد إلى مخبأه في حفرة قريبة من
شجرة النمل. كان جائعا جدا، فلم يجد شيئا يأكله في فصل الشتاء. كان يفكر في طعام
النمل، ويشتهيه. قال في نفسه: "أود أن أحصل على بعض من طعام النمل. لقد كان
لذيذا جدا. لكن كيف أستطيع؟ إذا رأوني، سيقتلوني.
وقرر أخيراً الذهاب وسرق كل الطعام ونقله الى مخبئه.
وحين علمت النملة نونو وعائلتها بما حدث حزنوا كثيرا وصدموا بما حدث .
كانت النملة حزينة وقلقة جدا. لم تكن
تعرف كيف ستعيش هي وأولادها في الشتاء بدون طعام. قررت أن تخرج وتبحث عن بعض
الطعام، رغم أن الجو كان باردا وممطرا جدا. طلبت من بعض صديقاتها أن ينضمن إليها،
ووافقن. ارتدين ملابسهن الأكثر دفئا وخرجن في مهمتهن.
واجهن العديد من التحديات والمخاطر في
طريقهن. كان عليهن تجنب الطيور الجائعة، والطرقات المزلقة، والأنهار المفيضة. بحثن
في كل مكان عن بعض الحبوب أو البذور، لكنهن لم يجدن شيئا. كن يشعرن بالتعب والجوع،
وبدأن يفقدن الأمل.
واحدة منهن، نملة شجاعة اسمها ندى،
قالت: “لا تستسلموا، يا صديقاتي. علينا أن نستمر في البحث. ربما نجد شيئا قريبا.”
شجعتهن على أن يتبعنها إلى مزرعة قريبة. أملت أن يجدن بعض الطعام هناك.
ولكن عندما وصلن إلى المزرعة، رأين
مشهدا فظيعا. كانت المزرعة مدمرة بسبب العاصفة. كانت المحاصيل مفسدة، والحيوانات
ذهبت، وانهار منزل المزارع. لم يكن هناك شيء يمكنهن أكله.
شعرن بخيبة أمل وحزن شديدين. قررن
العودة إلى عشهن. لكن في طريق العودة، واجهوا مأساة أخرى. بدأ مطر غزير يسقط، وكان
ذلك كثيرًا على ندى أن تحتمل. ابتلت وبردت، وسقطت مريضة. لم تستطع المشي بعد ذلك،
وطلبت من صديقاتها أن يتركوها خلفهم.
ولكن رفضوا تركها، وحاولوا حملها معهم.
لكن كان من المتأخر جدًا. ماتت ندى في أحضانهم، تاركة إيَّاهُمْ
حزيْـــــــــــــــنًا ومُدْمِرين.
دفنوها تحت شجرة وقالوا صلاة على
روحها. شكروها على شجاعتها ولطفها، ووعدوها بأن يتذكروها دائمًا.
وفي الوقت نفسه، كان الصرصور صوصو
يستمتع بطعامه المسروق في عشه الدافئ. لم يكن يهتم بالنملة أو أولادها. كان يهتم
فقط بنفسه. أكل وأكل حتى امتلأ، ثم نام.
لكنه لم يكن يعلم أن طمعه سيكلفه
حياته. بينما كان نائمًا، جاء فأر جائع إلى عشه وشم الطعام. قرر الفأر أن يأكل
الطعام، وأكل الصرصور معه أيضًا.
في الصباح التالي، استيقظ أولاد النملة
ندى جائعين وباردين. سألوا نونو أين ذهبت أمهم
، وأخبرتهم بالقصة الحزينة لما حدث. بكوا على معاناة أمهم
ولكن بعد ذلك سمعوا طرقًا على بابهم.
كان أحد جيرانهم، نحلة طيبة اسمها حوحو. كانت قد سمعت عن مصيبتهم، وأرادت
مساعدتهم.
قالت: “أهلاً بكم، أصدقائي الأعزاء.
لقد جئت لكم ببعض العسل من خليتي. إنه حلو وغذائي جدًا، وسيبقيكم دافئين وصحيين في
هذا الجو البارد. من فضلكم خذوه كهدية مني.”
كانت النملة وأولادها مندهشين وشاكرين
جدًا. شكروا حوحو على كرمها وطيبتها، ودعوها لتشاركهم العسل.
أكلوا العسل معًا، وشعروا بتحسن كبير.
شعروا بدفء في قلوبهم لم يشعروا به منذ فترة طويلة.ولكن هذه مجرد وجبة
واحدة وامهن ماتت ولابد أن يعتمدوا على أنفسهم ويسعوا من أجل احضار الطعام
ولكن نونو أخبرتهم أن لا يقلقوا ستتولى هي الأمر وستضمهم الى عائلتها
وتتولى رعايتهم حتى يكبروا وبعدها يساعدوها .
........................
بعد أن ماتت النملة ندى، شعرت النملة نونو
بالحزن والوحدة. كانت ندى صديقتها المقربة، وكانت تشاركها في جمع الطعام والبقاء
على قيد الحياة في فصل الشتاء القارس. لم تكن نونو تعرف ماذا تفعل بدونها. كانت
تشعر بالخوف من الفأر الذي أكل صوصو الصرصور، والذي قد يعود في أي وقت ليهاجمها.
كانت تشعر بالجوع من نقص الطعام، كانت تشعر بالبرد من قسوة الطقس، والذي قد يجمدها
حتى الموت.
في إحدى الليالي، حلمت نونو بندى.
رأتها في حديقة جميلة، مليئة بالزهور والفراشات. كانت ندى تبدو سعيدة وهادئة،
وكانت تضحك بصوت عذب. قالت لنونو: “لا تحزني يا صديقتي، فأنا في مكان أفضل الآن.
لقد عشت حياتي بشجاعة وكرامة، ولم أستسلم للظروف الصعبة. أنت أيضًا تستطيعين ذلك،
فأنت نملة قوية وذكية ومخلصة. لا تخافي من الفأر أو الجوع أو البرد، فهذه مجرد
اختبارات لإظهار قوتك وإيمانك. ابحثي عن طرق جديدة للحصول على الطعام والحماية
والدفء، ولا تستسلمي أبدًا. وأهم شيء، ابحثي عن صديق جديد يساندك ويشاركك في
رحلتك، فالصداقة هي أغلى ما في الحياة”.
استيقظت نونو من حلمها، وشعرت بالراحة
والأمل. شكرت ندى على رسالتها، وقررت أن تتبع نصائحها. خرجت من مخبئها، وبدأت في
التجول في المكان، بحثًا عن طعام أو مأوى أو صديق. لم تستغرق وقتًا طويلًا حتى
صادفت نملة أخرى، تدعى رنا. كانت رنا في نفس الموقف كنونو، فقد فقدت صديقاتها في
فصل الشتاء، وكانت تبحث عن من يساندها. تعرفت نونو على رنا، وتحدثتا عن ماضيهما
وحاضرهما ومستقبلهما. وجدتا أن لديهما الكثير من الأشياء المشتركة، وشعرتا
بالانسجام.
.....................
بعد أن أصبحت نونو ورنا صديقتين، قررتا
أن تعملا معًا للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء. بدأتا في البحث عن مصادر
جديدة للطعام، مثل الفطر والجوز والعسل. كما بدأتا في البحث عن مأوى أفضل، مثل
الكهوف والجذور والأعشاش. كما بدأتا في البحث عن طرق للحفاظ على الدفء، مثل الصوف
والقش والنار.
وفي كل خطوة، كانتا تساعدان بعضهما
البعض، وتشجعان بعضهما البعض، وتضحكان مع بعضهما البعض. كانتا ترويان لبعضهما
قصصًا وألغازًا ونكاتًا، لتمضية الوقت ولنسيان المشاكل. كانتا تشاركان في
المغامرات والطرائف، التي جعلت حياتهما أكثر إثارة ومتعة.
وفي كل يوم، كانتا تشكران الله على
نعمه، وتدعوانه أن يرزقهما من فضله. كانتا يؤمنان بأن الله سيسهل عليهما الأمور،
وسينجيهما من المجاعة.
وفي إحدى الأيام، حصل شيء عجيب. فبينما
كانت نونو ورنا تسيران في الغابة، رأتا شيئًا يلمع في الأرض. اقتربتا منه، ووجدتا
أنه حجر كريم ذو لون أزرق رائع. كان يشع بضوء خفيف، وكان يصدر صوتًا هادئًا. شعرتا
بالفضول والإعجاب به، فأخذتاه في أيديهما.
ولكن إذ بالحجر يتحدث إليهما بصوت ودي:
“السلام عليكم، يا نملات صغيرات. أنا حجر سحري، أُرسِلَ إليكم من قِبَلِ الله. لقد
رأى الله مشقتكم وصبركم في فصل الشتاء، وأحب أن يكافئكم على ذلك. لذلك أنزل عليكم
هذه المعجزة الإلهية، لتسعدكم وتغنيكم. هذا الحجر لديه قوى خارقة، يستطيع أن يحقق
لكم أي شيء ترغبون فيه. فقط قولوا ما تريدون، وسيتحقق لكم. لكن احذروا، فلديكم
فرصة واحدة فقط لتستخدموا هذا الحجر. فاختاروا بحكمة، ولا تضيعوا هذه الفرصة
الثمينة”.
سمعت نونو ورنا كلام الحجر، فدهشتا
وفرحتا. لم يصدقا أن الله قد أنعم عليهما بهذه الهبة العظيمة. شكرتا الله على
رحمته وكرمه، وقررتا أن تستخدما الحجر بشكل جيد. تناقشتا معًا عن ما يريدانه،
واتفقتا على طلب واحد مشترك.
قالت نونو “أنا أريد أن أعود إلى
عائلتي، وأرى أمي وأبي وإخوتي. لقد اشتقت إليهم كثيرًا، وأتمنى أن يكونوا بخير”.
قالت رنا: “أنا أريد أن أجد عائلة جديدة، تحبني وتقبلني. لقد فقدت عائلتي في حادث
مروع، وأشعر بالوحدة والحزن”. قالت نونو: “إذًا لم لا نطلب من الحجر أن يجعلنا
عائلة واحدة؟ نحن صديقتان حميمتان، ونحب بعضنا البعض. لو كنت أختي، لكان ذلك أجمل
شيء في العالم”. قالت رنا: “أنا أوافقك الرأي. لو كنت أختي، لكان ذلك أسعد شيء في
حياتي”.
بعد أن سمعت النملة نونو وصديقتها رنا
كلام الحجر السحري، فكرتا جيدًا في ما يريدانه. كانتا تشعران بالإغراء من فكرة أن
يحقق لهما أي شيء ترغبان فيه، مثل الطعام أو المأوى أو العائلة. لكنهما تذكرتا ما
قالته لهما ندى، صديقتهما التي ماتت في الشتاء: “لا تستسلموا للظروف الصعبة، ولا
تعتمدوا على أحد غير أنفسكم. ابحثوا عن طرق جديدة للحصول على ما تحتاجونه، وثقوا
بالله وبأنفسكم”.
فقالت نونو: “أنا لا أريد أن أستخدم
هذا الحجر السحري. فهو قد يكون مجرد خدعة، أو قد يكون له عواقب سيئة. أنا أريد أن
أعمل بجد، وأجد طعامًا بنفسي، وأطعم عائلتي. فهذا هو شرفي وكرامتي كنملة”. قالت
رنا: “أنا معك في هذا الرأي. فأنا أيضًا لا أريد أن أستخدم هذا الحجر السحري. فهو
قد يكون مجرد حلم، أو قد يكون له ثمن باهظ. أنا أريد أن أبذل جهدي، وأجد مأوى
بنفسي، وأجد عائلة جديدة. فهذا هو حقي وطموحي كنملة”.
فقالت نونو ورنا معًا: “أيها الحجر
السحري، نشكرك على عرضك، لكننا نرفض استخدامك. فنحن نؤمن بأن الله سيسهل علينا
الأمور، وسيرزقنا من فضله. فهو خير الرازقين والمعطين. نحن نؤمن بأن العمل والجهاد
هما طريق السعادة والفلاح. فلا نستسلم للضعف والكسل”.
ولم يصدق الحجر السحري ما سمعه من
النملتين. فقال لهما بصوت غضبان: “ألا تعلمان ما تفعلان؟ هذه فرصة لا تعوض، وأنتم
تضيعانها بغبائكم. هذا الحجر يستطيع أن يغير حياتكم إلى الأبد، وأنتم ترفضانه
بجهلكم. أنتم نملات حمقى وعنيدة، لا تستحقان هذه الهبة العظيمة. سأعاقبكم على هذا
الرفض، وسأجعلكم تندمان على قراركم”.
فأطلق الحجر السحري شرارة من نوره،
وأصاب النملتين بصدمة كهربائية. شعرتا بألم شديد، وسقطتا على الأرض مغشيًا عليهما.
ولكن إذ بالله ينزل عليهما رحمته.
فبينما كانتا ملقاتان على الأرض، جاء إليهما طائر كبير، وشاهد الحجر السحري يلمع.
فظن أنه حبة طعام لذيذة، فانقض عليه بمنقاره، وابتلعه. ثم طار بعيدًا، وترك
النملتين خلفه.
وبعد قليل، استفقت نونو ورنا من
غيبوبتهما، وشعرتا بالدهشة والخوف. رأتا الطائر يحلق في السماء، وسمعتا صوت الحجر
السحري يصرخ من بطنه: “ألا تساعدانني؟ ألا تنقذانني؟ أنا حجر سحري، أستطيع أن أحقق
لكم أي شيء ترغبون فيه. فقط قولوا ما تريدون، وسأفعله لكم”.
ولكن نونو ورنا لم يباليا بصوت الحجر
السحري. فقد عرفتا أنه كان يخدعهما، وأنه كان يريد أن يستولي على أرواحهما. فقالتا
معًا: “لا نحتاج إلى مساعدتك، يا حجر سحري. فأنت خادع وشرير، ولا تستطيع أن تفعل
شيئًا لنا. نحن نثق بالله وبأنفسنا، ولا نثق بك أبدًا. اذهب بعيدًا عنا، ولا تعد
إلينا مرة أخرى”.
ثم قامت نونو ورنا يبحثان
عن طعام لهما ولعائلتهما ,وقررا البحث والعمل والاجتهاد والتوكل على الله وقد
وصلتا الى الى مزرعة كانت مليئة بالغذاء والفاكهة ولكن وصلتا متعبتان فقررا ان
يستريحا قليلا ثم يقوما بنقل الطعام ,ولكن نونو اخبرت رنا ان تستريح هي وستذهب هي
الى عائلاتهما بالطعام لتسر قلبهم وتحثهم على المساعدة في نقل الطعام معا .
بالفعل حين وصلت نونو الى عائلاتهما وجدتهما في قمة الاعياء والجوع
,دخلت عليهم بالطعام وقالت هلم كلوا فأكلوا وشكروا الله ثم شكروا نونو وذهبوا معها
للمزرعة للمساعدة في حمل الطعام وقسموا انفسهم الى مجموعات وأخيرا نجحوا في تخزين
كمية جيدة من الطعام سريعاً بعدما تعاونا سوياً .وجلسوا في مخبئهم حول المدفئة
يتثامرون ويتحاكون مع صديقاتهن عن مغامراتهن وكفاحهن الذي أصبح رمزاً نبيلا يحكى
بين النمل في كل العصور.