اسماعيل حسانين العمدة : " ان العدالة ان يأخذ كل شخص مايستحق دون إضرار لأحد "
كتب : اسماعيل حسانين العمدة
إذا لم تقم العدالة بالعالم، فسيكون العالم مكاناً مظلماً ووحشياً، حيث يسود الظلم والفساد والاستبداد والاستغلال والتمييز والعنف. لن يكون هناك احترام لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ولن يكون هناك سلام أو تعاون أو تقدم أو رفاهية. سيعاني الضعفاء والفقراء والمظلومين من القهر والقمع والجوع والأمراض، بينما سيتمتع الأقوياء والأغنياء والظالمين بالسلطة والثروة والهيمنة. سيفقد الناس الثقة ببعضهم البعض وبالمؤسسات وبالقانون، وسيحل محلها الخوف والشك والانتقام. سيتدهور المجتمع والحضارة، وسيتراجع الإنسان إلى حالة من البربرية.
هذه هي بعض الآثار السلبية المحتملة لغياب العدالة على العالم، وهي آثار مروعة لا يحب أحد أن يراها أو يعيشها. لذلك، يجب على كل إنسان أن يسعى إلى تحقيق العدالة في نفسه وفي مجتمعه، وأن يدافع عنها ضد كل ما يهددها أو يخل بها. فالعدالة هي قيمة إنسانية عظيمة، تحمل في طياتها المزيد من القيم الأخرى، مثل الحق والحرية والكرامة والمساواة والتضامن. بدون العدالة، لا يمكن أن يكون هناك حياة أو سعادة أو شرف أو إخاء.
العدالة : موضوع عميق ومهم في الفلسفة والأخلاق والدين والسياسة. هناك العديد من التعريفات والنظريات والمبادئ المتعلقة بالعدالة، ولكن لا يوجد اتفاق عام على ما يعنيه هذا المصطلح بالضبط. بعض الأمثلة على تعريف العدالة هي:
- "إن العدالة لا تكون إلا في الحق، ولا يكون الحق إلا في العدل" - ابن تيمية
- "إن العدالة تتطلب أن نتصرف بطريقة تحترم حقوق الآخرين، وأن نتوقع منهم أن يفعلوا الشيء نفسه" - جون رولز
- "إن العدالة هي التوازن بين المصالح المتضاربة" - جيريمي بنثام
- "إن العدالة هي التعبير عن حب الله للخلق" - علي بن أبي طالب
- " ان العدالة ان يأخذ كل شخص مايستحق دون إضرار لأحد " - اسماعيل حسانين
العدالة هي مبدأ أخلاقي وقانوني يقوم على إعطاء كل شخص حقه وما يستحقه من دون ظلم أو تحيز. العدالة تسهم في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المجتمعات، وتحمي حقوق الإنسان والحريات الأساسية. العدالة تتطلب من الفرد والجماعة والدولة احترام القوانين والأنظمة والاتفاقيات الوطنية والدولية، والتعامل مع الآخرين بمبادئ المساواة والإنصاف والشفافية.
هناك عدة أنواع وأشكال من العدالة، مثل:
- العدالة الجنائية: هي التي تهدف إلى مكافحة الجريمة وملاحقة الجناة وتطبيق العقوبات المناسبة عليهم، وكذلك حماية الضحايا وإعادة تأهيلهم.
- العدالة الاجتماعية: هي التي تهدف إلى تحقيق المساواة والتضامن بين جميع أفراد المجتمع في الحصول على الحقوق والفرص والخدمات، وإزالة كل أشكال التمييز والفقر والظلم.
- العدالة الانتقالية: هي التي تهدف إلى مواجهة الماضي الصعب للدول التي شهدت نزاعات أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وإحلال الديمقراطية وسيادة القانون، وذلك من خلال كشف الحقائق وإنصاف الضحايا ومحاسبة المسؤولين.
لتحقيق العدالة في المجتمع، يجب اتباع بعض الطرق والوسائل، مثل:
- تطبيق أحكام الدين والشريعة الإسلامية في المجتمع؛ فالإسلام دين العدل والمساواة في كافة الحقوق والواجبات والقوانين والأحكام.
- المساواة بين كافة أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، وإعطاء كافة المواطنين الحق في الحصول على المناصب والألقاب حسب الأحقية بالإضافة إلى الحق في الحصول على المكاسب والامتيازات والمنافع، والعدالة بين الموظفين في بيئة العمل.
- احترام سلطة القضاء، وضمان استقلالها عن التأثيرات الخارجية، وتطوير قدراتها لإصدار أحكام عادلة تستند إلى شواهد قانونية.
- دعم آليات العدالة الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية: والمحاكم المختلطة، والمحاكم الخاصة، والولاية القضائية العالمية، والتي تساهم في مكافحة الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة للضحايا في حالات الجرائم الخطيرة مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب
- تعزيز مشاركة المجتمع المدني ووسائل الإعلام في نشر ثقافة العدالة والسلام، ورصد وتوثيق وإبلاغ عن أي انتهاكات أو تجاوزات تحدث في المجتمع.