القدرات البشرية - فلسفيات للأديب الدكتور أحمد مرزوق من اصدارات التجمع العربي للطباعة والنشر والتسويق
إن أثمن عطايا الله للإنسان لهى الحرية مع أفق الإدراك القلبى والعقلى .
وأهمية الأفق العقلى فى الإدراكات العليا للأمور.. فمنحنا سبحانه القدرات العقلية العليا كالتخيل والتصور والتذكر والتوقع والفضول الفكرى.. والتدرج المنطقى للأحداث.. لنخطط ونصنع ونتذكر.. فندون وبالقلم نكتب ونتعلم .
وجعل الله الإدراكات بين الناس متفاوتة فى الدرجة.. فهذا بفكر متدنى بضعف إدراك.. وذاك بعقل محدود وإدراك محدود .. وثالث بعقل سوى وإدراك جيد .. ورابع بعقل ذكى وإستيعاب أعلى .. وخامس بعقل متسع وفهم رحب .. وسادس بقدرات عقل فائقة وعبقرية فهم راقية فى مجال ما .. لذا فهؤلاء العباقرة من الناس.. هم المفكرون.. والمخترعون.. والعلماء النابهون أولى الفهم الراقى.. والتفكر الدؤوب .. والتأثير العظيم فى حياة البشر .. وتغيير نمط الحياة الرتيبة.. وتغيير النهضة البشرية من الفينة للفينة.. تغييرا كبيرا مذهلا.. سواء كان هذا التغيير إيجابيا يفيد البشرية عامة ويضيف لصرح نهضتها لبنات ذهبية يزدان به ويزدهر .. أم كان تغييرا سلبيا.. يهدم جزء كبير من هذا الصرح ويحول مسار الخير للإنسان إلى مسار مختلف مدمر ذا تأثير مرعب .
ومن حكمة الله فى خلقه.. ألا يهب لإنسان كافة أنواع المواهب.. حتى لا يجور على باقى نوعه البشرى.. فيحتل عقولهم ويفسد نفوسهم.. أو يعلو عليهم ويستهين بما يملكون من مواهب مكملة.. تضيف للمسيرة كما يضيف وتكمل بناء الصرح.. وتساهم فى إستكمال النهضة.
أما عن إتساع الأفق القلبى والنفسى والروحى.. فإن الحرية أيضا هى أساس بناء صرحها ورفعة مقامها .
فللقلوب بما تحمل من مشاعر إيجابية أو سلبية عظيم الأثر فى رفعة الإنسان إن كانت سوية.. أو إنحطاط قدره وفساد روحه ونفسه.. إن شابها مرض من أمراض القلوب وآفات النفوس .
فإن كانت النفس كريمة والقلوب سليمة.. تحلو الحياة وتزدان.. وتتغلب البصيرة على البصر.. وتشف المرآئى.. فترى الحق حقا وتتبعه.. وترى الباطل باطلا وتجتنبه.. فيرتفع مقام الإنسان ويرتقى الكيان.. ويملؤ الطهر والحب آفاق القلوب والنفوس وتسمو الروح.. وتطمئن النفس.. والعكس يسبب العكس.. فيظهر الخلل والعجز عن بناء كيان سوى.. ويبرز الحسد والحقد والبغضاء.. والغل وروح الأنا.. وتنتشر الرغبة فى الإفساد والهيمنة .