recent
أخبار ساخنة

الأديب : سماعيل حسانين العمدة : رحل الرجل المحترم جدا جدا جدا - العمدة ينعي المستشار صالح شرف الدين


الأديب : سماعيل حسانين العمدة : رحل الرجل المحترم جدا جدا جدا - العمدة  ينعي المستشار صالح شرف الدين
 

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ننعى رحيل قامة أدبية ونقدية عظيمة، فقدنا اليوم أحد أعمدة الفكر والثقافة، الذي ترك بصمات لا تُمحى في الأدب العربي والنقد والإبداع. كان رمزًا للعلم والتنوير، وقلمًا لا يعرف إلا الصدق والعمق في الطرح والتحليل.

نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسرته الكريمة، وإلى كل عشاق الأدب والثقافة، ونعزي أنفسنا في فقدان **الأب والإنسان والشاعر والأديب والناقد الفذ المستشار صالح شرف الدين**، الذي كان مدرسة قائمة بذاتها في الفكر والإبداع.
**إنا لله وإنا إليه راجعون**، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه الفردوس الأعلى، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
عرض الرؤى
ترويج منشور
كل التفاعلات:
Abdulmuneim Hamandi، وعبدالعزيز أبو خليل و٥ أشخاص آخرين

كان صالح شرف الدين، رضي الله عنه، الناقد المميز والصديق الذي سكن القلب منذ لقائنا الأول. لم يكن مجرد صديق لي، بل كان صديقًا للجميع، ونموذجًا فريدًا من الأدباء. كان شخصية نادرة في الساحة الأدبية والثقافية، متميزًا بعلمه وثقافته وأخلاقه ورقيّه، فقد جمع محاسن الأدب دون أن يسعى إلى الشهرة أو التفاخر. لم يكن الرجل متكبرًا أو أنانيًا، بل كان طيب المعشر، حسن الخلق، مهذبًا في طرحه ونقده وفنه، وشاعرًا صادقًا وناقدًا خبيرًا.

لم يكن صالح شرف الدين منتمياً إلى الشلل الثقافية التي باتت منتشرة بوضوح في الوسط الأدبي، فقد كان عفيفًا، خجولًا، مهذبًا، وكريمًا إلى أبعد الحدود. كرمه لم يكن ماديًا فقط، بل امتد إلى مشاعره وأخلاقه ومعاملاته، وكان معروفًا ببشاشته المعهودة.
في أول لقاء جمعنا، تناقشنا في العديد من القضايا المهمة، أبرزها القصة القصيرة جدًا وقصيدة النثر، فوجدته يحمل علمًا ومنهجًا يستحق الاحترام. لم يكن الأمر مجرد إعجاب عابر، بل إنني انجذبت إليه انجذابًا كبيرًا، واستمرت لقاءاتنا بين الحين والآخر، حيث كنا نتحاور ونتسامر، وكان أكثر ما يشغلنا هو الوضع الثقافي العربي.
كان لصالح شرف الدين مواقف لا تُنسى، ففي إحدى المرات، أثناء معرض الكتاب بالقاهرة، واجهت مشكلة مع إحدى دور النشر، فوقف بجواري دون أن يهتم بمصالحه الشخصية، وظل معي أيامًا طويلة حتى انتهت المشكلة. لم يكن ممن يخوضون في سيرة الآخرين في غيابهم، بل كان دائم الدفاع عن الغائبين، حتى لو كان بينه وبينهم خلافات.
كان الرجل من سلالة شريفة وأصول عريقة، وهذا ما يتجلى في أفعاله وأسلوبه ومعاملاته. من بين المواقف التي رسخت في ذاكرتي، عندما أصرت إحدى المؤسسات على مناقشة كتاب لي، فتم الاتصال به، فرحب على الفور. وعندما حضرنا، كانت الأجواء متوترة، لكنه قال بكل ثقة، هو والدكتور سلامة تعلب رحمهما الله ورضي عنهما: "لقد جئنا من أجل هذا المبدع ومن أجل كتابه، ولو اضطررنا إلى أخذه الآن إلى مكان آخر لإقامة مناقشته، لفعلنا فورًا. على المؤسسة أن تحترم تاريخ المبدع ومنجزاته." وبفضل هذه الوقفة التي لا تُنسى، تمت المناقشة بنجاح مبهر.
في موقف آخر، اجتمع بعض الحاقدين يومًا بمجلسه، وأرادوا الخوض في سيرتي، لكنه تصدى لهم بشجاعة، وعنفهم قائلًا: "أرى أن العمدة رجلٌ يفعل ما يجب على الوزارات أن تفعله، ومن جيبه الخاص، وهو واجهة مشرفة لشباب مصر والصعيد، ولا يكره العمدة إلا الحاقد." وقد نقل لي أحد الحاضرين تفاصيل الجلسة، مؤكدًا أن صالح شرف الدين قد تغير وجهه وانفعل بشدة عليهم عند ذكر اسمي، ما جعلهم ينسحبون مسرعين.
المثير في الأمر أنني لم أدعُ الرجل أبدًا إلى أي محفل من محافلي، ولم أقدّم له تكريمًا من قبل، ولم أعطه شيئًا يُذكر، لكنه تصرف بطبيعته الصادقة، دون أدنى مصلحة شخصية. كان، رضي الله عنه، من طينة الأخيار المتقين، فأسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
قد تكون صورة ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏بدلة‏، و‏محل بيع صحف‏‏‏ و‏نص‏‏
عرض الرؤى
ترويج منشور
كل التفاعلات:
د.سليمان جادو شعيب والتجمع العربي للطباعة والنشر والتسويق
٣ تعليقات
مشاركة واحدة
أعجبني
تعليق
مشاركة
google-playkhamsatmostaqltradent